أساسيات نظرية الألوان
1. مقدمة:
نظرية
الألوان هي مزيج بين العلم و الفن إذ تحاول تفسير آلية الإحساس بالألوان عند
الإنسان و المزج بينها، و الرسائل اللاشعورية (ثقافية غالبا) التي ترسلها
إلى دماغ الشخص. إضافة إلى التقنيات و الأساليب المستعملة في تنسيق الألوان.
لماذا
يجب عليك كرائد أعمال الإهتمام بهذه النظرية ؟ شيء من الأحمر هنا أو هناك، هل يكفي
؟ في نهاية الأمر، لقد اشتغلت مع شركة كوكاكولا.
تساعدك
نظرية الألوان في صنع و بناء علامتك التجارية، و تساعدك أيضا في الرسائل الصحيحة
لجمهورك المستهدف. تابعوا معنا بقية المقال لاكتشاف هذه النظرية.
2. فهم معنى الألوان:
تلتقط
عيوننا شيئا ما (السماء على سبيل المثال) فترسل معلومات إلى الدماغ الذي بدوره
يخبرنا عن أي لون نشاهد (الأزرق). تعكس الأشياء المادية الضوء المسلط عليها إلى
عدة أشكال من أطوال الموجات. فيلتقط الدماغ هذه الموجات و نسمي هذه الظاهرة بـاللون.
عندما
تكون تتنزه في السوق في الرواق المخصص للمشروبات تبحثون عن صندوق يحتوي 6 عبوات
كوكاكولا، هل تساءلت يوما حول انتباهك أين كان موجها و أنت تمر حول مئات من
المنتوجات ؟ هل كنت تبحث عن شعار العلامة أو لون أحمر مألوف لك ؟ في 90 ثانية فقط
يختار المستهلكون شراء المنتج أو لا. 90 % من هذه القرارات تعتمد أساسا
على اللون، هل أدركت الآن قيمة الألوان على علامتك التجارية.
v
نظام الجمع بالإضافة (Synthèse additve):
نحن
نلتقط الألوان على شكل موجات ضوئية، مزج الألوان فيما بينها يسمح بخلق ألوان
مختلفة انطلاقا من موجات الضوء الأحمر، الأخضر و الأزرق بدرجات شدة متفاوتة، وكلما
ارتفع منسوب الضوء ازدادت فتوحة اللون. بخلط الألوان الثلاثة السابقة نحصل على
اللون الأبيض النقي.
يستعمل
التلفاز و الشاشات الرقمية بكل أنواعها هذه الألوان الثلاثة (RVB) كألوان رئيسية لكي تمزجها
للحصول على كل الألوان المتبقية.
لنعتبر
علامتك التجارية هي علامة مميزة في السوق و اللون الأصفر الفاقع هو الغالب على
شعارك التجاري. إذا نشرت شعارك على الفايسبوك و التويتر أو على موقعك الإلكتروني
ولم تكلف نفسك عناء استعمال النمط اللوني المناسب (Procédé de couleurs)، سيظهر شعارك مصفرا على كل
الشاشات المستعملة. من الواجب عليك حين تصمم للأجهزة الرقمية أن تعدل ألوانك على
النمط اللوني (RVB) و ليس على النمط اللوني (CMJN).
v
نظام الجمع الطرحي (Synthèse soustractive):
كل
الألوان الموجهة للاستعمال المطبعي (الملصقات، التغليف،...الخ) هي مستخرجة عن
النظام الطرحي للألوان. النظام الطرحي هو نمط لوني مألوف عند كثير من الناس اذ
اعتدنا عليه منذ الطفولة. مصطلح "النظام الطرحي" يعني بكل بساطة أن تقلل
من امتصاص الضوء الداخل إلى الورق ببطء و أنت تضيف الحبر (اللون).
من
المشهور أن الألوان الرئيسية المستخدمة هي الأحمر(Rouge) ، الأصفر(Jaune) و الأزرق (Bleu) بمعنى ألوان الحبر و الصبغات
الممزوجة مع بعضها يستخرج منها باقي ألوان الطيف الأخرى. و مع تطور الطباعة
استبدلت هذه الألوان بالأزرق السماوي (Cyan) ، الأحمر (Magenta) ، الأصفر (Jaune) و الأسود (Noir) والتي تعرف بـالنمط اللوني (CMJN). هذه التركيبة تسمح لعمال
المطابع بانتاج تشكيلات واسعة من الإختلافات اللونية (Variations colorimétriques) موجهة لكل الدعائم و
المنتوجات الورقية.
للتوضيح
أكثر نضرب هذا المثال؛ لقد قررت تصميم كتيب بألوان مؤسستك. و لأنك تنوي استثمار
أموال كبيرة في الإستراتيجية التسويقية (الدعائم الورقية ليست محسوبة)، و تنتظر أن
تكون جودة الألوان في القمة.
سيستعمل
عمال المطبعة الطريقة الطرحية (méthode soustractive) لإخراج الألوان بكل دقة. إذا قدمت تصميم مشفر على RVB للمطبعة، المردود النهائي لن
يكون فقط تحت سلم توقعاتك، بل ستضطر إلى دفع الثمن ضعفين حيث يتوجب عليك إعادة
تعديل التشفير على النمط اللوني المناسب و اعادة الطبع من جديد.
3. القرص اللوني (Cercle chromatique):
عندما كنت أنا صغيرا، لا أدري عنك، كان الشيء
الوحيد الذي أتمناه عند وصول الدخول المدرسي هو شراء علبة جديدة لأقلام التلوين
ذات 64 قلم. الإختيارات متعددة بحيث تبدو غير منتهية، حتى آتى اليوم الذي تفقد فيه
القلم الأسود.
إن فهم
آلية القرص اللوني و انسجام الألوان (الذي ينجح أو لا ينجح، و المعاني التي تعبر
عنها) هي ممتعة بقدر الحصول على علبة أقلام التلوين جديدة.
ستساعدك
القدرة على فهم المصطلحات والعمليات التي تأتي مع هذه الدائرة على اتخاذ القرارات
الصحيحة لمناقشة ما يدور في ذهنك مع مصممك.
v
الأساسيات:
أول
قرص لوني تم انجازه من طرف اسحاق نيوتن عام 1666م. الفنانون و المصممون يستخدمون
القرص اللوني حتى اليوم في تطوير تجميعة ألوان متناغمة و منسجمة في أعمالهم
الفنية.
يتكون
القرص اللوني من ثلاثة ألوان رئيسية هي: الأحمر، الأصفر و الأزرق. و ثلاثة ألوان
ثانوية مستخرجة من الألوان الرئيسية وهي: الأخضر، البرتقالي و البنفسجي. و ستة
ألوان ثالثية (Couleurs tertiaires) بمعنى تتكون بمزج الألوان الرئيسية بالألوان الثانوية (الأزرق مع
الأخضر، أو الأحمر مع البنفسجي).
بعد
ذلك يكفي فقط أن ترسم خطا مستقيما في مركز القرص لتقسيمه إلى ألوان دافئة (الأحمر،
البرتقالي، الأصفر) و ألوان باردة (الأزرق، الأخضر، البنفسجي).
الألوان
الدافئة هي مرتبطة على العموم بالطاقة و الحيوية و الوضوح، بالمقابل الألوان
الباردة توحي بالهدوء و السكينة و السلام.
القدرة
على التعرف على درجة حرارة لون معين يجعلنا ندرك بسهولة الأهمية و التأثير لكل لون
مستعمل في الشعار أو موقع الأنترنت.
v
الصبغات و النغمات و التدرجات:
نعود
إلى مثالنا السابق ألا و هو علبة أقلام التلوين ذات 64 قلم. لعلكم تتساءلون عن
كيفية البداية في القرص اللوني من 12 لون إلى علبة أقلام تحتوي على 64 لون،
الإجابة عن هذا السؤال هي في تنوع الصبغات (Teintes) و النغمات (Tons) و التدرجات الللونية (Dégradés).
ببساطة
الصبغات و النغمات و التدرجات اللونية هي تشكيلات مختلفة واسعة من الألوان مستخرجة
من القرص اللوني (Cercle chromatique). الصبغة (Teinte) هي لون يضاف إليه اللون الأبيض؛ اللون الأحمر زائد اللون الأبيض
يعطي اللون الوردي. التدرج (Dégradé) هو اللون حينما يضاف إليه اللون الأسود؛ اللون الأحمر زائد اللون
الأسود يعطي لون البوردو (Bordeaux). و أخيرا، النغمة (Ton) هو اللون الذي يضاف إليه الأبيض و الأسود أو
الرمادي. هذا التأثير يسمح بتسويد اللون الأساسي و جعله أكثر خفة و كثافة.
v
تجميعة الألوان:
ننتقل
الآن إلى تجميعة الألوان (Palettes de couleur). بفضل القرص اللوني يطور المصممون تجميعات ألوان تساعدهم على
ايجاد دعائم اشهارية (Supports commerciaux) مناسبة لأذواق زبائنهم.
v
الألوان التكاملية:
تتقابل
الألوان التكاملية (Couleurs complémentaires) الواحدة أمام الأخرى في القرص اللوني. على سبيل المثال اللونين الأحمر و الأخضر هما ألوان تكاملية.
التباين
الواضح بين هذين اللونين يسمح بابراز التصميم للمشاهد. و مع ذلك، كن حذرا حتى لا
تبالغ في الأمر.
بغض
النظر عن هذه المبالغة، يمكن أن يكون اللعب بين الألون التكاملية استراتيجية
تسويقية رائعة للتمييز بسهولة بين صورتين.
v
الألوان التجاورية:
تقع الألوان
التجاورية (Couleurs analogues) متجاورة و بالقرب من بعضها البعض في القرص اللوني، مثل حالة
اللونين البرتقالي و الأصفر. تتكون تجميعة الألوان المتجاورة (Palette de couleurs analogues) من لون غالب و لون مساعد و
ألوان أخرى لإبراز الألوان الأخرى. من وجه نظر أخرى؛ التركيبات التجاورية هي ليست
فقط ذات منظر جميل بل فعالة أيضا لتوجيه رسائل و تقديم توجيهات للمستهلك.
v
الألوان الثلاثية:
تنفصل
الألوان المثلثية (Couleurs triadiques) عن بعضها البعض بصفة منتظمة على القرص اللوني، وهي غالبا ألوان
حيوية و ديناميكية.
تجميعات
الألوان المثلثية (palettes de couleurs triadiques) هي مثالية لخلق التباين
البصري مع ابقاء تجانس الصبغات و الألوان. هذه التجميعات تساعد على إبراز العناصر
البصرية للتصميم على حدى و التصميم بإجماله.
4. ما فائدة نظرية الألوان:
امتلاك
هذه المفاهيم الأساسية حول الألوان و أنواعها و مختلف تصنيفاتها يساعدك على اتخاذ
القرارات المناسبة فيما يخص استراتيجية البراندينغ. فمثلا يكون ذلك في اختيار
الألوان المناسبة لشعارك التجاري، أو في فهم و معرفة التفاعل العاطفي الذي يحدث
عند الأشخاص لما يزرون موقعك الإلكتروني.
نظرية الألوان لا تساعدك فقط في توجيهك في حملتك التسويقية، بل تساعدك أيضا في فهم استراتيجية منافسيك.
--------------------------------------------------------
المقال مترجم
النص الأصلي: Les fondamentaux de la Théorie des couleurs