ما هو مفهوم البراندينغ وكيف يمكنك استخدامه؟
1. مقدمة:
سمعة العلامة التجارية (البراندينغ) هي مفتاح نجاح المنتج. قد يبدو هذا غامضًا ومحبطا للغاية، لكنه أحد المفاهيم التسويقية التي يجب عليك فهمها تمامًا. ولا تحتاج فقط إلى فهم معنى سمعة العلامة التجارية، ولكن أيضًا كيفية تطبيقها على مستوى عملك الخاص.
قد
تفكر في منتجك بنفس الطريقة التي تفكر بها في علامتك التجارية، لكن من حيث التسويق
فإنهما شيئان مختلفان. منتجك هو ما تبيعه، سواء كان سلعة مادية أو خدمة. ومن
المحتمل أن تكون هناك منتجات أخرى مماثلة، أو حتى متطابقة، في السوق. ومن ناحية
أخرى، يجب أن تكون علامتك التجارية فريدة من نوعها في السوق.
لمعرفة
المزيد عن سمعة العلامة التجارية (البراندينغ) ودورها في التسويق، تابع قراءة هذا
المقال.
ستساعدك
النقاط التالية على فهم ماهية البراندينغ وقوته على علامتك التجارية:
- ماهو مفهوم البراندينغ؟
- كيفية انشاء العلامة التجارية
- 4 عناصر أساسية لأي علامة تجارية
- كيف طوّر السوق مفهوم البراندينغ
- البراندينغ لمختلف قطاعات النشاطات التجارية
- كيف نبني ونوصل هوية العلامة التجارية إلى المستهلك
- اجلب التفاعل إلى علامتك التجارية
- قم بتحديث علامتك التجارية دوريا
- البراندينغ والتصميم
2. ماهو مفهوم البراندينغ؟:
تشمل
العلامة التجارية الفكرة أو الصورة العامة لشركتك، والتي ترتبط في حد ذاتها بمنتجك.
من وجهة نظر عملائك، يمكن أن تلعب العلامة التجارية دورًا في كيفية التعرف على
منتجك.
يعد
اسم شركتك وتصميماتها (اعلاناتها) وشعارها والسمات الأخرى الفريدة لشخصية شركتك
جزءًا من علامتك التجارية. ستظهر هذه العناصر على منتجك وحوله، مما يميزه عن
المنتجات المماثلة الأخرى في السوق.
ستؤدي
العلامة التجارية المتطورة إلى إطلاق إشارات عاطفية لدى جمهورك مما يؤدي بهم إلى
تفضيلها واختيارها على الآخرين. ليس كل الجماهير تريد نفس الشيء، وستجد أن العديد
من العلامات التجارية التي تبيع نفس الأشياء تقريبًا ستجد طريقة لتمييز نفسها لجذب
المستهلكين الذين سيشترون منتجاتها بدلاً من منتجات العلامات التجارية المنافسة.
ماركات
الشامبو (shampoing) هي مثال على ذلك. إنهم يواجهون جمهورًا كبيرًا ومنافسة شديدة،
لأن الجميع تقريبًا يشتري الشامبو. هناك المئات، إن لم يكن الآلاف، من العلامات
التجارية في السوق. ولذلك فمن الأهمية بمكان أن يجد كل منهم طريقة للتمييز عن
المنافسين، وخاطب جمهورك الفريد بطريقة تنال إعجابهم وتكسب وفاءهم.
على
سبيل المثال، تستهدف LushCosmetics جمهورًا أخلاقيًا يحب الجانب الطبيعي والمستقل لعلامتها التجارية
ومنتجاتها. تقوم Kerastase بتسويق مجموعتها كعناية بالشعر على مستوى احترافي لأولئك الذين
يريدون علاجات بجودة الصالون في المنزل. تعتبر شركة Herbal Essences نفسها بمثابة شامبو بأسعار
معقولة للأشخاص المهتمين بالمكونات الطبيعية. يعتبر هيد آند شولدرز (Head & Shoulders) منتجًا أكثر علمية يهدف إلى
تلبية احتياجات محددة للعناية بالشعر. تلبي كل علامة تجارية احتياجات نوع مختلف من
الجمهور، وجميعهم يستخدمون الشامبو ويشترونه.
3. كيفية انشاء العلامة التجارية:
في
نهاية المطاف، تتأثر العلامة التجارية بنظرة الجمهور لها أكثر من تأثرها بما
يعتقده الأشخاص الذين يصنعونها. قد تعتقد أن علامتك التجارية هي الأكثر علمية
وواقعية في السوق، ولكن إذا اعتبرها المستهلكون غير أصلية وأقل مصداقية من
منافسيك، فقد يكون الوقت قد حان لإعادة التفكير في تحديد تموقعك في السوق. ولهذا
السبب فإن مراجعة هوية العلامة التجارية، والذي يتضمن سؤال الجمهور الحالي
والمحتمل عن كيفية إدراكهم لعلامتك التجارية، يلعب دورًا رئيسيًا في تطويرها
وازدهارها.
ربما
لاحظت بنفسك أن بعض العلامات التجارية تبدو وكأنها تزدهر أو تتلاشى بناءً على
كيفية إدراك الجمهور لها. نفس الشيء مع المشاهير والبرامج التلفزيونية: بمجرد أن تتغير
المشاعر تجاهك وتجاه علامتك التجارية، شعبيتك وشهرتك يمكن أن تزيد أو تنقص في بضع لحظات.
ولهذا السبب من المهم أن تكون واضحا ومنسجما ومنظما.
ما هي
الارتباطات التي يقوم بها المستهلكون مع علامتك التجارية؟ هل هذه الارتباطات
مناسبة لك أم أنك تفضل أن يُنظر إلى علامتك التجارية بشكل مختلف؟ إذا كنت غير راضٍ
عن صورتك الحالية، ما السبب؟ إذا كان السبب هو أنها لا تعكس علامتك التجارية بدقة،
فما الذي يمكنك فعله لتغيير ذلك؟ هذه فقط بعض العوامل التي يجب مراعاتها عند البدء
في بناء هوية علامتك التجارية (البراندينغ).
ستكون
هناك عوامل خارجية، مثل المراجعات والتعليقات والتوصيات الشفهية (Bouche à l’oreille)، والتي لن يكون لك أي سيطرة
عليها. يمكن أن تكون إيجابية أو سلبية، لكنها ستؤثر على نظرة وإدراك الجمهور لعلامتك
التجارية. ولهذا السبب من المهم جدًا أن يكون لديك فهم كامل لعلامتك التجارية، حتى
تتمكن من الترويج للرسائل التي تريد أن يربطها الجمهور بنشاطك التجاري.
وللقيام
بذلك، عليك أن تبدأ بتحديد منتجك.
4. حدد منتجك:
إذا
كان من الممكن تعريف العلامة التجارية من خلال الارتباطات والتصورات، فيمكن تعريف
المنتج على أنه النتيجة المحددة لتلك العلامة التجارية. سيستفيد المنتج، وكذلك
الشركة نفسها، من الارتباطات التي تقوم بها العلامة التجارية، والتي ستساعد الشركة
أو المنتج على أن يصبح موثوقًا ومميزًا.
يمكن
أن يؤثر التسويق وثقافة الشركة والإعلان والتصميم على أداء علامتك التجارية. يمكنهم
أيضًا التأثير على أداء منتجك في السوق. إن استخدام علامتك التجارية لتعريف منتجك،
مثل استخدام الخطوط والألوان والشعارات التي تميزه عن المنتجات الأخرى في السوق،
يمكن أن يعزز أداء المنتج بل ويجعل المستهلكين يدفعون أكثر من المنتجات الأخرى.
عالية الجودة.
يعد
لويس فويتون (Louis Vuitton) نموذجًا للعلامة التجارية التي طورت تصورًا واضحًا لنفسها كمتاجر
تجزئة فاخرة (haut de gamme). يعتبر شعار LV المميز وألوانه (tons) البنية الغنية وأنماطه (motifs) الماسية الشهيرة رموزًا معروفة لجودة العلامة التجارية. لذلك،
على الرغم من وجود الآلاف من حقائب اليد المشابهة لهذه في السوق، إلا أن
المستهلكين على استعداد لإنفاق الكثير على طراز لويس فويتون.
5. 4 عناصر أساسية لأي علامة تجارية:
يعد البراندينغ
مجالًا تسويقيًا واسعًا وغامضًا في كثير من الأحيان، ومن السهل أن تشعر بالإرهاق
عند التعامل مع شخصية علامتك التجارية، لرسالتها وتصميمها وكل ما يتعلق بالعلامة
التجارية بشكل عام. لتبسيط هذه المهمة الضخمة، سنركز على العناصر الأربعة الرئيسية
التي ستبدأ استراتيجيتك.
افهم شخصية علامتك التجارية أولا:
وكما
رأينا في قسم " كيفية انشاء العلامة
التجارية"، لا توجد خطوة تالية في مهمة علامتك التجارية إذا كنت أنت وكل من
يعمل في شركتك لا يفهمون بالضبط ما هي علامتك التجارية وما تمثله. سواء كنت تطلق
علامة تجارية، أو تعيد تصميم علامة تجارية حالية، أو تعيد وضع علامتك التجارية
لاستهداف سوق مختلفة، من الضروري أن تفهم من أنت وكيف يناسب ذلك احتياجات جمهورك.
ماذا
تقترح شركتك ؟ كيف يختلف هذا؟ لماذا فعلت ذلك؟ كيف يمكنك تقديم منتجك بشكل أفضل
لجذب جمهورك المستهدف؟ يمكن أن تنطبق هذه الأسئلة على أي عمل تجاري، بغض النظر عن
مجاله. إنهم حجر الزاوية في فهم علامتك التجارية. ستحدد الإجابات على هذه الأسئلة
كيفية عمل مؤسستك، بدءًا من خدمة العملاء وحتى اتصالاتها التسويقية (communications marketing)، بما في ذلك مظهر موقع الويب
الخاص بك.
بمجرد
إطلاق علامتك التجارية، تصبح على الفور وجهًا لمنتجك، وسيبدأ المستهلكون في التعرف
عليه. ولذلك، يجب أن تكون منسجمة مع منتجك وفي إعلاناتك وجميع أشكال الاتصالات
الإشهارية (communications) الخاصة بك.
ما هي رؤيتك؟:
إن
رؤية علامتك التجارية تدور حول أكثر من مجرد اقتراحك ورؤيتك للعالم (على الرغم من
أن ذلك يلعب دورًا). يتعلق الأمر أيضًا بمستقبل علامتك التجارية وكيفية ملاءمتها
لحياة المستهلكين على المدى الطويل. قد يكون هذا بسيطًا مثل التكيف لتلبية
الاحتياجات الجديدة، أو معالجة المشكلات العملية لتقديم منتجك بطريقة جديدة
تمامًا. مهما كانت رؤيتك للمستقبل، عليك أن تكون واضحًا بشأن الهدف النهائي حتى
تتمكن من وضع الأنظمة التي ستساعدك على تحقيق ذلك.
باتاغونيا
(Patagonia) هي مثال للعلامة التجارية
التي فهمت رؤيتها. بيانه هو كما يلي: «هدفنا
هو إنقاذ الكوكب». ليس الأمر أكثر وضوحًا أو تطلعًا للمستقبل من ذلك. إنها تؤكد
على مهمتها، وهي المساهمة في حماية البيئة والحد من التأثير البيئي من خلال إنشاء
منتجات دائمة ومتينة تبقى لأجيال أو يمكن إعادة تدويرها لإنشاء مواد جديدة. تكرس باتاغونيا
(Patagonia) الوقت والمال والموارد لدعم
القضايا البيئية، وقد قامت ببناء علامة تجارية واضحة حول هذه الرؤية. وهذا يرضي زبائنها،
وفي عالم يدرك بشكل متزايد الحاجة إلى وقف تغير المناخ، فإنه يجذب أيضًا جماهير
جديدة.
ما هي قيمك ومبادئك؟:
قد
يكون من الصعب إنشاء مجموعة من القيم الفريدة لعلامتك التجارية. وجدت دراسة
استقصائية أجرتها The Research Business International أن غالبية الشركات تشترك في نفس
القيم العشر: الجودة، الانفتاح، الابداع، المسؤولية، التميز، العدالة واحترام
الفرد والمساءلة والعاطفة والمرونة والعمل الجماعي والفخر. عندما ننظر إلى هذه
القيم الواضحة إلى حد ما، ليس من الصعب التفكير في العلامات التجارية التي تجسدها
جيدًا وتلك التي تبدو أقل صدقًا.
ولهذا
السبب فإن توصيل قيم علامتك التجارية أكثر أهمية من القيم نفسها. على سبيل المثال،
إذا كانت التطوير الدائم لإحدى قيمك الأساسية، فإن كيفية توصيلها بشكل صريح وضمني
إلى جمهورك ستؤثر على كيفية إدراكهم لعلامتك التجارية. لذا، إذا كنت تمثل علامة
تجارية للملابس المستدامة، وتبين أن سلسلة التوريد الخاصة بك ليست أخلاقية للغاية،
فإن قيمة علامتك التجارية ستبدو غير صادقة مثل قيمة شركة نفط بمليارات الدولارات
تدعي قيم التنمية المستدامة.
لذلك
من المهم اختيار القيم الحقيقية التي يمكن دعمها بشكل أصيل من خلال مهمة وممارسات
علامتك التجارية، وتوصيلها بطريقة طبيعية. على سبيل المثال، يتميز شريط الحلوى
الصحي لهذه العلامة التجارية بألوان وشعارات وخطوط متسقة، بالإضافة إلى رسومات
ممتعة في جميع منتجاتها وإعلاناتها. بمجرد رؤية هذا الإعلان، يفهم المستهلكون أنه
منتج صحي (بفضل اسمه)، ولكنه لا يزال ممتعًا ولذيذًا، على عكس العديد من الأشرطة
من هذا النوع.
ماهي محتوى شخصيتك؟:
تتكون
شخصية علامتك التجارية من أسلوبك وتصميمك والنبرة (ton) التي تتحدث بها إلى الجمهور
لتقديم علامتك التجارية، داخليًا وخارجيًا. يمكن أن يكون خبيرًا ومحترفًا، أو
مرحًا وروح الدعابة، أو مريحًا وودودًا.
فكر في كيف يمكن لشخصيتك أن تجذب الأشخاص الذين يشكلون جمهورك المستهدف. يجب أن تكون شخصًا بحد ذاته يمكن للمستهلكين التواصل معه في الحياة الواقعية. ليس من الضروري أن تعكس الشخصيات داخل شركتك، ولكن توظيف الموظفين الذين يتناسبون مع تلك الشخصية سيساعد في التأثير على جميع اتصالاتك الخارجية (extérieures communications) بطريقة أكثر طبيعية.
من
المفترض أن تساعدك هذه الأركان الأربع على فهم نوع العلامة التجارية التي تريد
بناءها. يمكنهم أيضًا مساعدتك في فهم كيفية استخدامها لجذب أنواع معينة من الأشخاص.
إن مجرد فهم القيم والرؤية والشخصيات التي تقف وراء علامتك التجارية سيساعدك على
تطوير تواصل أكثر فعالية مع جمهورك.
6. كيف طوّر السوق مفهوم
البراندينغ:
على
مدى السنوات العشر الماضية، غيرت الثورة الرقمية المشهد التسويقي. لم يقتصر الأمر
على تغيير وإدخال منصات جديدة تستخدمها العلامات التجارية للإعلان عن منتجاتها،
ولكنها منحت المستهلكين أيضًا مزيدًا من التحكم والإختيار. سواء كان الأمر يتعلق
بمراجعات العملاء أو الخدمة السريعة، فقد عززت وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت
ككل صوت الجمهور وقدرته على التأثير على المستهلكين الآخرين.
وقد
أدى هذا التطور أيضًا إلى ظهور علامات تجارية جديدة مجهزة بشكل أفضل للتنقل في
المشهد الرقمي الحديث مقارنة بالعلامات التجارية الأكبر الأخرى التي كانت عالقة في
الماضي. على الرغم من أن Apple وGoogle لا تزالان من أكثر الشركات تأثيرًا نظرًا لمكانتهما في عالم
التكنولوجيا، إلا أن الأشخاص والمشاهير بدأوا في الارتفاع إلى مستوى العلامات التجارية
في حد ذاتها.
اليوم،
أصبح المستهلكون أكثر اهتمامًا بما يقوله المستهلكون الآخرون مقارنةً بما تقوله
العلامات التجارية عن أنفسهم. كان لهذا التطور تأثير كبير على عالم الإعلان وشكل
ضغطًا على العلامات التجارية للارتقاء إلى مستوى قيمها ورؤيتها. في عالم Twitter وTripAdvisor وTrustPilot، لا توجد علامة تجارية آمنة
وهي محقة في ذلك. الإنترنت يحمل العلامات التجارية على أخذ هذا التغير في
الاعتبار. استخدم هذا لصالحك وقم بإنشاء علامة تجارية حقيقية تتفهم قوة وتوقعات
الجماهير الرقمية منذ البداية.
7. البراندينغ لمختلف قطاعات
النشاطات التجارية:
تنطبق
معظم قواعد العلامات التجارية على جميع الشركات، بغض النظر عن مجال عملها. ومع
ذلك، فإن بعض العناصر، مثل القيم التي تختار تضخيمها، ستكون ذات صلة بقطاعات معينة
أكثر من غيرها. كذلك، فإن نوع الشركة التي تديرها سيؤثر على علامتك التجارية
وكيفية اختيارك للتواصل مع الجماهير المختلفة.
الشركات الناشئة:
إن
إنشاء مشروع تجاري جديد لا يخلو من التحديات والصعوبات. لكن إحدى فوائد علامتك
التجارية هي أنه يمكنك تقييم المشهد الحالي والعثور على المكان المناسب لشركتك. يمكنك
مراجعة العلامات التجارية الحالية وتحديد المكان الذي تعتقد أنهم يفعلون فيه
الأشياء بشكل صحيح أو خاطئ. الأمر متروك لك لتقرر كيف يمكن لعلامتك التجارية
التحدث إلى جمهور معين بشكل أفضل وبطريقة أكثر جاذبية من منافسيك.
وبالإضافة
إلى قدرتها على التكيف والتأقلم، تستطيع الشركات الناشئة إظهار الجرأة والطموح. لا
أحد لديه أي توقعات أو ارتباطات بعلامتك التجارية حتى الآن، لذلك إذا قلت أنك
علامة تجارية قيِّمة أو متميزة أو تركز على الأشخاص، فسيكون الجمهور أكثر ميلًا
إلى تصديقك.
الشركات الـ B2B:
إن
الطريقة التي يُنظر بها إلى علامتك التجارية ليست مهمة فقط بالنسبة للشركات التي
تتعامل مع المستهلكين. لا تزال العلامات التجارية بين الشركات بحاجة إلى تسويق
منتجاتها بنفس الطريقة، ولكن لنوع مختلف من المستهلكين. تظل مبادئ العلامة
التجارية ذات صلة بنفس القدر، لأن الشخص الذي يقرر ما إذا كان عملك مناسبًا له أم
لا سيظل عرضة لنفس الارتباطات والتفضيلات مثل المستهلك العادي.
في هذه
الحالة، قد يكون من المفيد أكثر أن تظهر علامتك التجارية على أنها محترفة وعريقة
بدلاً من أن تكون دافئة وروح الدعابة. ومع ذلك، ستظل بحاجة إلى العثور على السوق
المحدد الخاص بك لجذب الشركات الأخرى التي ترغب في العمل معها.
الشركات في القطاع العمومي:
تركز
العلامة التجارية لمؤسسات القطاع العام بشكل أكبر على الصورة العامة وإدارة
العلامة التجارية. على سبيل المثال، لا يحتاج مشروع استشاري أو وكالة حكومية أو
قوة شرطة إلى جذب المبيعات كما تفعل العلامات التجارية. لكنهم بحاجة إلى أن يفهم
جمهورهم من هم وماذا يفعلون وما الذي يمثلونه.
على
الرغم من أن مؤسسات القطاع العام يجب أن يكون لديها دائمًا علامة تجارية واضحة في
شكل جملة (Slogan) وشعار وعناصر رسومية مثل الخطوط والألوان التي يمكن التعرف عليها
على الفور، فإن الكثير من تصور العلامة التجارية العامة لإدارة القطاع العام يعود
إلى الحملات التسويقية. لذلك، إذا كانت وحدات الشرطة تدير حملة للقضاء على نوع
معين من الجرائم وأرادت رفع مستوى الوعي وكسب الدعم العام، فيجب أن تشمل تلك
الحملة بوضوح جميع العلامات التجارية الحالية بالإضافة إلى رسالة قوية حول قيمها
ورؤيتها.
قطاع الخدمات كمنتوج:
إذا
كانت خدمة العملاء جزءًا كبيرًا من عملك، على سبيل المثال، إذا كنت تقدم خدمة مثل
التأمين أو إذا كان لديك متاجر بها موظفو خدمة، مثل بنك أو محل بقالة، فيجب أن
"تمتد علامتك التجارية إلى كيفية تقديم الخدمة الخاصة بك".
على
سبيل المثال، إذا كانت علامتك التجارية تفتخر بكونها ودودة واجتماعية، فيجب أن
يكون موظفوك أيضًا اجتماعيين وودودين، وما إلى ذلك. وبالمثل، إذا كنت تتحدث عن
الجودة الفائقة للخدمة التي تقدمها علامتك التجارية، فيجب أن يكون جميع موظفي
الخدمة مدربين تدريباً كاملاً على كيفية تقديم هذه الخدمة للعملاء.
في هذا
النوع من النشاط الإقتصادي، تجد العديد من العلامات التجارية أنه من المفيد توظيف عمال
ذوي خبرة في خدمة الزبائن بدلاً من متخصصين في مجال نشاط الشركة. بمجرد أن يصبحوا
جزءًا من علامتك التجارية، يمكن للموظفين استيعاب تفاصيل ما تفعله. لأنه من الصعب
تعليم تقديم خدمات عالية الجودة للأشخاص الذين لا يشعرون بالضرورة بأنهم مناسبون
لتجسيد وجه العلامة التجارية.
8.كيف نبني ونوصل هوية العلامة
التجارية إلى المستهلك:
لقد
قمت بتطوير علامتك التجارية وأصبحت جميع التفاصيل المتعلقة بها واضحة لك الآن. ولكن
كيف سيفهم جمهورك والعملاء الجدد المحتملين شخصية علامتك التجارية ؟ سيحتاجون إلى
فهم مدى اختلافك عن منافسيك، وسيريدون التأكد من مصداقيتك قبل اختيارهم أحد
منافسيك.
يعد
سرد القصص (La narration) أحد أفضل تقنيات التسويق لتوصيل صورة العلامة التجارية إلى
جمهورها. يمكنك أن تحكي قصتك بجملة الشعار (Slogan) أو شعار يمثل ما تفعله. يمكنك
اختيار ألوان العلامة التجارية التي لها روابط ثقافية، على سبيل المثال اللون
الأخضر للمنتجات الطازجة أو الصديقة للبيئة. أخيرًا، يمكنك استخدام موقع الويب
الخاص بك والمنصات الأخرى لتروي قصتك.
على سبيل المثال، تتيح Airbnb للمضيفين والزوار رواية قصصهم. يعد قسم التعليقات أحد العناصر
الرئيسية في كل صفحة، لذلك يشرح المضيفون وأماكن الإقامة التي تشكل خدمتهم بالضبط
ما يجب عليهم تقديمه.
يعد
هذا النوع من القصص أيضًا مثالًا جيدًا لكيفية بناء مصداقية علامتك التجارية. تعد
المراجعات أحد مصادر المعلومات الأكثر ثقة التي يستشيرها العملاء قبل إجراء عملية
الشراء. لذلك، إذا كنت صريحًا بشأن جودة منتجاتك وخدماتك، فلن تتردد في وضع
تقييمات علامتك التجارية في المقدمة.
9. اجلب التفاعل إلى علامتك
التجارية:
تعد
طريقة تواصلك مع عملائك إحدى أسهل الطرق لتمييز نفسك عن منافسيك. من خلال إيجاد
طرق للتميز، مثل استخدام نبرة (ton) قوية وودودة، ستثير اهتمام عملائك وتبقيهم منخرطين ومتفاعلين مع
علامتك التجارية.
10. قم بتحديث علامتك التجارية دوريا:
بغض
النظر عن عمر علامتك التجارية أو سمعتها، فمن الضروري أن تبقيها محدثة. ستلاحظ أن
العديد من العلامات التجارية الكبرى تغير شعارها وألوانها ورسائلها على مر السنين،
وإذا كنت قد تساءلت يومًا عن السبب، فهذا هو السبب. لا يتعلق الأمر بإصلاح ما
يفعلونه بشكل كامل، بل يتعلق الأمر بتكييف علامتهم التجارية مع تطور خدماتهم
وقيمهم ورؤيتهم مع مرور الوقت. حتى علامة تجارية كبيرة مثل كوكا كولا غيرت شعارها
وشكل زجاجاتها وألوانها. لذلك لا تعتقد أن علامتك التجارية أصبحت كبيرة جدًا أو
معروفة جدًا بحيث لا يمكنها إجراء بعض التحديثات التي تشتد الحاجة إليها.
يعد
اسم نشاطك التجاري عنصرًا رئيسيًا آخر في علامتك التجارية والذي قد يحتاج إلى
تحديث. وبطبيعة الحال، فإن تغيير اسم الشركة ليس قرارًا يمكن الاستخفاف به. ولكن
إذا تطورت رؤيتك وقيمك وخدماتك بشكل كبير مع مرور الوقت بحيث لم يعد اسمك القديم
يمثل هويتك أو ما تفعله (أو أنها طورت ارتباطات عميقة بشيء لم تعد علامتك التجارية
مرتبطة به)، فقد يكون هذا خيارًا جيدًا.
في
السوق المشبع بالعلامات التجارية المنافسة، يجب أن يكون اختيار الاسم مرتبطًا
بسهولة الفهم. يجب أن يمثل بالضبط ما تفعله علامتك التجارية دون أن يكون مربكًا أو
يصعب تذكره. بعد كل شيء، إذا كان اسم منافسك أسهل في النطق أو التهجئة، فمن المرجح
أن يكون في أذهان المستهلكين عندما يحتاجون إلى هذا المنتج.
11. البراندينغ والتصميم:
على
الرغم من أن علامتك التجارية لا تقتصر على شعارك، إلا أن التصميم يلعب دورًا
رئيسيًا في هويتك. هذا ما سيراه الكثير من الناس حتى قبل أن يعرفوا ما هي أو من
أنت كعلامة تجارية. فكر في بعض من أكبر العلامات التجارية في العالم مثل
ماكدونالدز، ونايكي، وأبل، وانظر كيف تتبادر شعاراتها إلى ذهنك على الفور تقريبًا
في نفس الوقت الذي يتبادر فيه اسمها. لذلك، في حين أن المستويات الأعمق لعلامتك
التجارية هي التي ستجذب جمهورك وتحافظ عليه، فإن شعارك هو العنصر الذي يتمتع
بالقدرة على البقاء في أذهان المستهلكين.
فكر في
تصميم علامتك التجارية باعتباره العامل الذي يربط بين الدوافع الأقل وضوحًا
لعلامتك التجارية وكيفية توصيلها إلى جمهورك. ومع ذلك، فإن شعار علامتك التجارية
ليس عنصر التصميم الوحيد الذي يمكن تحديده والذي يجب أن تركز عليه علامتك التجارية.
عند إنشاء دليل العلامة التجارية لجميع المصممين في شركتك، يجب عليك أيضًا مراعاة
ما يلي:
- الألوان: فكر في ظلال اللون الأزرق الثلاثة لـ PayPal.
- الأشكال: هل تريد أن تكون حادًا مثل فولكس فاجن، أو مستديرًا مثل Target، أو في مكان ما بينهما مثل ستاربكس؟
- نوع الخطوط: تعد نوع الخطوط الخاصة بشركة Supreme مبدعة للغاية بحيث لا يزال من الممكن التعرف عليها عند إعادة إنتاجها بأسماء تجارية أخرى.
- القيم اللونية: كيف يمكن أن يمثل تصميمك ما تمثله، مثل ورقة تروبيكانا التي تمثل المنتجات الطازجة؟
- الأصوات: فكر في HBO وEA Sports وIntel.
بمجرد
تحديد الشكل والمظهر والصوت لكل عنصر من عناصر العلامة التجارية هذه، يمكنك التأكد
من تنفيذها في جميع أنشطة التسويق والاتصالات الخاصة بك. يمكن أن تتضمن إرشادات
علامتك التجارية أيضًا تعليماتك الشفهية والشخصية، كما ناقشنا أعلاه.
12. الخاتمة:
بمجرد
أن تفهم الفرق بين علامتك التجارية ومنتجك، وتحدد المفهوم الخاص بك وتؤسس رؤيتك
وقيمك وشخصيتك، فأنت في طريقك لإنشاء علامة تجارية فريدة من نوعها. يجب أن تتحدث
علامتك التجارية مباشرة إلى جمهورك المستهدف وأن تكون أقرب إليهم من المنافسين. من
المهم أن تتوافق مع حصة السوق بناءً على الجودة والنبرة والخدمة وأي جانب آخر من
علامتك التجارية تعتقد أنه يميزها عن الآخرين.
يجب
غرس قيمك ورؤيتك في فريقك حتى تتمكن ثقافة شركتك من تجسيد ما تمثله العلامة
التجارية. سيسمح هذا لعلامتك التجارية بتقديم نفسها بشكل أكثر فعالية وأصالة. تذكر
أن البراندينغ الخاص بشركتك يجب أن يلهم طريقة تواصلك على جميع المنصات
الإلكترونية. يجب أن تكون رسالتك وتصميماتك منسجمة دائمًا. قد يبدو الأمر معقدًا،
ولكن إذا كنت تعرف علامتك التجارية من الداخل والخارج، ويمكنك التعرف عندما تحتاج
إلى تحديث، فلا يمكن أن تخطئ.
------------------------------------------------
المقال مترجم
النص الأصلي: Qu'est-ce que le branding et comment en tirer parti ?