عناصر الشعار الناجح
1. مقدمة:
حتى
فيما بين المصممين أنفسهم ليسوا كلهم على جودة شعار ما أو ذاك. بدون أي شك الأذواق
الشخصية تلعب دورا كبيرا و لو مضللا تماما في تحوير سياق نقاش معين و قد تشوهه
تماما، لكن هذا ليس صحيحًا تمامًا أيضًا. لفهم
التركيبة السحرية لنجاح شعار ما، يجب التفكير بطريقة موضوعية و حيادية؛ و هذا يعني
تجاهل كل الميولات و التفضيلات الشخصية. عند تقييم أداء شعار معين يجدر بك معرفة
الرسالة التي يوصلها الشعار للزبائن حسب العلامة التجارية التي يعرضها علينا. هل
ستصمد أمام اختبار الزمن؟ هل هي مهمة بما يكفي لتذكرها للوهلة الأولى؟.
في هذا
المقال، سوف نجيب على هذه الأسئلة و نستحضر الوظائف و السمات الأساسية للشعار
الناجح. بهذه الطريقة، ستعرف ما يجب فعله
بشعارك الخاص في وقت مبكر من عملية التصميم.
2. وظيفة الشعار الناجح:
قبل أن
تبدأ في تعلم ما يجعل الشعار أكثر أو أقل نجاحا، دعنا أولاً نلقي نظرة على ما
يفترض أن يحققه الشعار.
الشعار
الجيد هو وسيلة فعالة في جذب انتباه الجمهور و التعريف بالعلامة التجارية، فهو
يسمح بتمييز منتوجاتها و خدماتها عن منافسيها في السوق، و يقدم قيمها الأخلاقية
التي تريد المؤسسة إبرازها لجمهورها في السوق.
في حين
أنه من السهل أن تغلب شخصيتك عند تقييم جودة الشعار، إلا أنه يتعين عليك قياس
أدائه مقابل ما يفترض تحقيقه لتحديد فعاليته حقًا. في النهاية ، يجب أن يبدو
الشعار الجيد جميلا وأن يؤدي وظيفته للجمهور المستهدف.
3. العناصر البصرية للشعار الناجح:
عموما
تكون الشعارات مكونة من عناصر بصرية (جرافيكية) و خطوط نصية (typographies)، و الألوان. تتعلق جودة و
جمال هذه العناصر بالحس الإبداعي المتعلق بالمصمم نفسه، لكن المصمم الجيد يقوم
بالبحوث اللازمة و يمزج بمهارة معارفه في مبادئ تصميم الشعارات للحصول على أفضل
نتيجة ممكنة.
لا تخاطب
أنواع الخطوط (polices de caractères) المتنوعة معاني الكلمات التي نسمعها و نكتبها بل أمور مجردة
نستشفها من المظهر الخارجي لنوع الخط. يأخذ الشعار الجيد هذه الأمور بعين الإعتبار
لخلق جو محدد حسب السياق المختار. هذا ما نستنتجه على الفور من الشعارات ، حتى دون
معرفة العلامة التجارية. إنه ليس بالصدفة السعيدة ... يدرس مصممو الجرافيك الجيدون
السوق ويبتكرون تصميمًا مبنيًا عليه.
تملك
الألوان قدرة عجيبة في استثارة غرائزنا و مشاعرنا، و تلعب الشعارات الجيدة على هذا
الوتر الحساس للوصول إلى جمهورها على المستوى العاطفي. تستطيع الإختيارات الجيدة لألوان
الشعار لحظيا إعطاء نبرة دافئة و مفرحة للتصميم، و بالمقابل تستطيع أن تخلق أيضا
جو سوداوي و مخيف،...الخ. فالمصمم المتمرس يعتمد على نظرية الألوان و سيكولوجيتها
في التأثير لتحديد الإختيارات المناسبة، و لا ننسى الاختلافات الثقافية بين كل
دولة و أخرى.
في
تصميم الشعارات، نسمي "الغرافيك" كل رسم (معقد أو مخفف)، أو نمط (Motif) أو خامة (Texture). في البراندينغ، تملك كل هذه
العناصر احتمالية الهيمنة على التصميم، فكر في أشهر الشعارات العالمية التي تربطها
فورا مع علامة تجارية معينة، كتفاحة أبل (Apple) أو رمز شركة نايكي (Nike). يستطيع المصمم الجيد أن يغير الشعار كليا أثناء غرس علامتك
التجارية بشكل دائم في أذهان جمهورك.
يتمحور
فن تركيب التصميم (Composition) حول ايجاد الطريقة المثلى لإعطاء التناسق و الإنسجام لمختلف
العناصر البصرية المستخدمة. يمكن للشعار الجيد المتناسب و المتناسق أن يوازن بين
كل عناصر تركيب التصميم. يجب على المعلومة البصرية ذات الأهمية الكبرى أن تكون في
مركز لوحة العمل بحيث تجلب انتباه المشاهد، و تقفز بسرعة إلى العين البشرية. إذا كانت
البحوث تثبت أن استعمال الفراغ و الفضاء الأبيض يحسن من الفهم السريع للتصميم و
بالتالي إمكانية تفاعل الزيون مع تصميمك تكون أكبر، لذا من المحبب استخدام أحد
أنماط الشبكة العديدة أو قاعدة الأثلاث (les grilles et la règle des tiers) للحفاظ على توازن بصري رائع و
مريح للعين في تصميمها.
4. سمات الشعار الناجح:
الآن
دعونا نلقي نظرة على أكثر الصفات الملموسة للشعارات الجيدة. في حين أنه من المهم
زيادة فعالية شعارك من خلال تطبيق النصائح المذكورة أعلاه، فإن الشعار الجيد هو
قبل كل شيء تصميم يلبي احتياجات البراندينغ.
إذا
كان تقييم جودة التصميم تمرينًا شخصيًا إلى حد ما ، فمن المهم أن يكون لديك أهداف
واضحة يمكن قياسها بسهولة. ضع في اعتبارك المعايير التالية:
·
التميز:
يجب
على شعارك أن يسمح لك بالتميز و الإختلاف عن العلامات التجارية المشابهة لك في السوق.
استخدم العناصر البصرية التي تكون مشهورة وقت اطلاق علامتك التجارية، ما يعطي أثرا
بصريا قويا. يجب على كل علامة تجارية أن تملك خصائصها و قصتها المميزة بها فقط.
·
الموضوعية:
نتكلم
عن الموضوعية (pertinence) لتقييم الأسلوب الذي يتبعه الشعار في إنشاء الرابط العاطفي مع
جمهورك المستهدف. من المهم جدا اجراء بحوث حول الجمهور المستهدف (السن، المستوى
التعليمي، الهوايات، الإهتمامات،...الخ) لإنجاز شعار فعال. استخدم معرفتك الخاصة
لتوجيه بحثك ومعرفة ما سوف يعجبك. و لهذا من الضروري البحث عن التوازن الملائم بين
النقطتين السابقتين: على الشعار أن يميزك عن المنافسين، و بدون مبالغة، بصفة تجعل
فئتك المستهدفة تعرفك بكل سهولة.
·
البساطة:
الشعارات
الجيدة هي تلك الشعارات البسيطة بما يكفي لفك تشفيرها في لحظات. فحسب الخبراء، يجب
على الشعار الجيد أن يلفت انتباه الأشخاص السائقين بسرعة 90 km/h على الطريق السريع عبر واجهة
اشهارية (Panneau)، و كذلك بالنسبة لتغليف المنتوجات في المحلات، إضافة إلى كل
الدعائم الورقية الإشهارية المستعملة في حملات التسويق و الترويج للعلامات
التجارية.
ترتبط
البساطة مباشرة بسرعة التذكر. يجب أن يوصل الشعار رسالة العلامة التي يمثلها. لهذا
يفضل استعمال أنواع خطوط (Polices de caractères) مقروءة و ذات أشكال مخففة قليلة الزخرفة، و الإبتعاد عن التفاصيل
غير الضرورية.
·
الأبدية:
في
أيامنا الحالية، لم يبقى نجاح الشعار مقتصرا على الجمالية و الفعالية فقط، بل صار عليها
مقاومة الزمن و تقادمها. على الرغم من أنه من الممكن دائمًا إجراء إعادة تهيئة للتصميم
، إلا أنه لا يُنصح أبدًا بالتدخل في عادات المستهلك. هذا هو السبب في أن الشعارات
الجيدة هي تلك التي تم إنشاؤها لتدوم من البداية.
لإنجاز
شعار مقاوم للزمن و يدوم طويلا، اجتنب الشعارات التي تتبع آخر صيحات الموضة. لأنها
ستختفي فعالية الشعار رغم أنت جمهورك ما زال لم يلاحظ شعارك في زحمة المنافسة في
السوق. ركز على جودة دراسات السوق. حلل الشعارات التي تعرف أنها صمدت جيلًا بعد
جيل. حتى إذا تم تحديث بعض الشعارات الشهيرة من وقت لآخر خلال تاريخها ، ما زلنا
نتعرف على العلامة التجارية التي تمثلها على الرغم من التعديلات.
·
التأقلم والتجاوب:
التأقلم
و التجاوب يعني الطريقة التي يأخذها مع مختلف البيئات و المنتوجات و المعايير التي
تلزمه بالتعامل معها من خلال استعماله و زرعه فيها، و نتكلم خاصة عن العالم الرقمي
أكثر من العالم الحقيقي.
تختلف الشعارات
التي تأقلمت مع بيئاتها في أحجامها و نسبة تعقيدها، و قد تتوفر على عدة نسخ ملونة
تندمج و تدخل أي سياق أو توجه أو أسلوب بكل سهولة.
يصمم الشعار
الجيد بشكل يجعله يتوافق مع أي شيء؛ سواءا على جهاز حاسوب، هاتف ذكي أو على
الدعائم الورقية، و يكون موجود بأحجام و صيغ (Formats) مختلفة.
5. كل شركة تستحق شعار ناجح:
الآن و
قد تعلمت ما يجعل الشعر ناجحا، أنت مستعد لإعداد تصميم ممتاز تفتخر به. إذا كنت
تحتاج للمساعدة في التصميم ذاته، لا تتردد في استشارة خبير يعينك على ترجمة أفكارك
و إنشاء تصميم جميل و فعال.
-------------------------------------------------------------------------------------------
المقال مترجم
النص الأصلي: Anatomie d'un logo réussi